eead9da04c8ca6c7cd924562c5a06c10

زراعة القلب .. هل تعني زراعة أفكار؟

 

د.فايز أبو حميدان

تلك الفتاة من ولاية أريزونا في أمريكا والتي تدعى كارولين تمبل Carolyn temple ، تشعر بأن شخص يلاحقها ويحاول قتلها، وذلك بعد قيام الأطباء بزراعة قلب لها تكللت بالنجاح، وبعد مراجعتها للأستاذ الدكتور غاري شوارتز Gary Schwartz والذي كان يجري أبحاث على أشخاص زرعت لهم أعضاء في السابق ، اكتشفت بأن القلب المزروع في جسدها هو قلب تم التبرع به من قبل فتاة ، تم الاعتداء عليها ومحاولة قتلها وبعد موتها السريري تم استئصال قلبها وتمت زراعته في جسد كارولين . 

وقد أثبت د.غاري شوارتز من خلال أبحاثه في جامعة أريزونا، بأنه قد أجرى أبحاث على 70 شخص قد تم زراعة أعضاء لهم ، وركز على الأشخاص اللذين تمت زراعة قلب لهم، ووجد بأنهم يحملون صفات تشبه صفات المتبرع لهم ، وهذا انعكس على سلوكهم الحياتي بشكل واضح بعد زراعة الأعضاء ، وعليه تم الاستنتاج بأن التفكير والإحساس لا يوجد فقط في العقل بل في القلب أيضاً ، ومن المحتمل أن تكون تلك الصفات الوراثية وغيرها مخزنة في خلايا عصبية لا توجد في الدماغ فقط ، بل بالقلب أيضاً ، وقد سميت خلايا نيروترانسميتر Neurotransmitter تملك صفات للتحكم بذاكرة الخلايا ونقل الصفات من المتبرع إلى المستقبل ، وبذلك تم الاستنتاج بأن التفكير لا يتم في العقل فقط وإنما في القلب أيضـاً ، وهذا ما يؤكـد ما نتداوله دائمـاً عندما نقول بالعاميـة « قلبي حاسس» أو كما يقال في اللغات الأخرى « اتخذت القرار من البطن وليس من الرأس « . 

إن زراعة الأعضاء Organ Transplantation أصبح عمل طبي روتيني، وخاصة زراعة أعضاء كالقلب والكلية والقرنية والرئة والكبد وحتى الرحم كما حدث قبل بضعة أشهر في الدنمارك، إلا أن هذه العملية تتطلب تخطيطـاً طويلاً وتحضيراً جيداً.

 و تعتبر المستشفيات الأردنية من المراكز المعروفة في العالم العربي بخبرتهـا الطويلـة ونتائجهـا الجيـدة في مجال زراعة الأعضاء، بل تعدى الأمر إلى وجود جمعيات ومؤسسات حكومية وغير حكومية تقوم بتقديم التوعية اللازمة للمواطنين، وهذه المؤسسات تقوم بدور رائـد في مجال تشجيع المواطنين على التبرع بالأعضاء ، بل أصبح هناك وعي كبير للمجتمع وانفتاح كبير لضرورة التبرع بالأعضاء وخاصة بين الأقارب ، ويحبذا لو يتم إيجاد طريقة لكي يستطيع كل مواطن يرغب في التبرع بأعضائه بعد الموت السريري من اتخاذ القرار قبل حدوث هذا الشيء، فبعض الدول استطاعت إقناع فئات كبيرة من المجتمع على حمل هوية خاصة تمنح المستشفى الصلاحية لاستئصال الأعضاء بعد الموت السريري، وذلك بعد قرار لجنة طبيـة ولجنـة نزاهـة خاصة في هذا المجال .